مؤسسة اتجاهات للاستشارات. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

افكار مضيئة 2

الجمعة، 24 ديسمبر 2010

افكار مضيئة .. اســـــــــترداد الفـــردوس المفقـــــود

اســـــــــترداد الفـــردوس المفقـــــود..!
الشعب .. وبرنامجه الثوري
بعد استكمال المقومات الأساسية لأول جماهيرية في التاريخ ، وبعد أن ظهر تصميم بناء المجتمع الجماهيري الرائع واضحاً جليّاً .. فإنه لايزال في رحلة ميلاد نموذج العصر الجديد .. بقية تفرض نفسها .. مهمة أساسية من مهمات البناء . المجتمع الجديد يحتاج إلى إعادة تنظيم الحياة فيه بما يتّفق مع غاياته ، وتطلعات أبنائه ..
بعد استكمال المقومات الأساسية لأول جماهيرية في التاريخ ، وبعد أن ظهر تصميم بناء المجتمع الجماهيري الرائع واضحاً جليّاً .. فإنه لايزال في رحلة ميلاد نموذج العصر الجديد .. بقية تفرض نفسها .. مهمة أساسية من مهمات البناء . المجتمع الجديد يحتاج إلى إعادة تنظيم الحياة فيه بما يتّفق مع غاياته ، وتطلعات أبنائه .. ويحتاج إلى صياغة جذرية لدور الفرد والأسرة .. ويحتاج بناءً جديداً لأنماط العمل الإنسانى ، ولأنماط الإنتاج والاستهلاك .. ويحتاج قبل هذا وذاك .. إلى تدمير القيم التي كانت سائدة متحكمة في المجتمع القديم..« قيم الأنانية .. والمجاني.. والفردية .. والتخصص الضيق .. والمركزية.. والاستغلال .. والرشوة والمحسوبية .. والربح ، وعبودية الأجرة.. وكلها نبت المجتمع القديم » . يحتاج بعد هذا إلى بناء « قيم جديدة.. هي نبت المجتمع الجديد ـ قيم الجماعية ، والمسؤولية المشتركة.. والإبداع .. والمبادرة .. والمرونة .. والتعاون». هذه المهمات - جميعاً - لا تتحق تلقائياً / وبمجرد تسلم الجماهير للسلطة والثروة والسلاح/ أو بمجرد إعلان قيام الجماهيرية ..ولكنها تتحقق عبر سلسلة من البرامج و الإجراءات التي تستثمر إمكانات المجتمع الجماهيري .. في تحقيق المهمات الضرورية التالية :
ـ إعادة تنظيم الحياة في المجتمع الجديد بمايتفق مع متطلبات الجماهير وغاياتهم .
ـ إعادة صياغة الدور الاجتماعي لأفراد المجتمع وأُسره.. بما يتّفق مع الطبيعة الإنتاجية للمجتمع الجديد.
ـ إعادة جذرية لخصائص العمل الإنسانى في المجتمع الجماهيري .
ـ تغيير جذري في أنماط الإنتاج والاستهلاك.
ـ تغيير جذري في العلاقات بين أفراد المجتمع أثناء الإنتاج.
إن ناتج هذه المهمات على المدى الطويل هو تحويل كلّ جهد ضائع ، وكل قيمة مهدورة ، وكل فرصة سانحة ، وكل إمكانية متاحة .. في اتجاه تحقيق غايات المجتمع الجماهيري ، واقتراب الجماهير حثيثاً من التمتع بكل ثمار هذا المجتمع ووعوده !! وتتحدد ملامح الفردوس الأرضي الذي بشر به معمر القذافي جماهير الشعب الليبي منذ عام 1982 .. بدأ الأخ قائد الثورة .. في «طرح مشروعات في اتجاه استظهار ملامح هذا الفردوس .. على جماهير المؤتمرات الشعبية الأساسية» وفي تحريضها على مناقشتها وإقرارها .. وتنفيذها على أرض الواقع ..«الحي الجماهيري» ..«المدينة المنتجة المقاتلة».. «التسيير الذاتي».. «الإدارة الذاتية» .. «العمل الجماعى المنظم ، العمل التطوعي» ..«المؤسسة المنتجة » .. «الأسرة المنتجة».. «منزلية التعليم» ..«المهني الثائر».. «الرياضة الجماهيرية»..«الأمن الشعبى» ..«الاكتفاء الذاتي».. «التشاركيات»..«الجمهرة وتبادل المواقع».
صيغت جميعاً خططا للعمل ، وناقشتها المؤتمرات الشعبية .. وأقرتها دليلاً للعمل.. لاستكمال ملامح المجتمع الجماهيري .
٭٭٭٭
النظرة المدققة على مكونات هذه المشروعات تكشف عن اتجاهاتها وعن التحولات العميقة التي تستهدف ترسيخها على خارطة المجتمع الجماهيري :
النحول من الاعتماد على الخارج إلى الاكتفاء الذاتي..ومن الاعتماد على مصدر واحد إلى مصادر متعددة ودائمة .
- التحول من النشاط الطفيلي إلى النشاط المبدع للخيرات.. ومن النشاط غير الإنتاجي إلى ميادين الإنتاج.
ـ التحول من مستهلكين لإنتاج غيرهم إلى مستهلكين لإنتاجهم.. وإقحام الأفراد والأسر والأحياء والمدن في ميادين الإنتاج .
ـ التحول من الإنتاج إلى الإنتاجية .. ومن الإدارة التقليدية إلى الأداء المبدع والخلاق ، ومن العمل بغرض أقصى ربح إلى العمل لسد الحاجة.
ـ التحول من المسؤولية الفردية إلى المسؤولية الجماعية .. ومن المركزية المقيتة إلى القاعدية .. ومن الإدارة البيروقراطية إلى الإدارة الذاتية .
كلها تبدو خصائص وقيماً للمجتمع الجديد.. ينبغى أن ترسخ وتثبت على خريطته .. في مواجهة خصائص المجتمع القديم وقيمه .. ينبغى أن يختفى من حياتنا كل أثر لها .
ويلاحظ أن هذه الخصائص والقيم لاتتوجه بشكل مجرد إلى المجتمع .. ولكنها تبدأ من الفرد الذي ينبغى أن يكون منتجاً.. إلى الاسرة المنتجة .. إلى المؤسسة الإنتاجية .. إلى الحي الجماهيري الذي يدار ذاتياً .. إلى المدينة المنتجة المقاتلة لتصل في النهاية إلى خصائص المجتمع الجديد وقيمه وعلاقاته .
٭ ٭ ٭ ٭
من ناحية ثالثة.. فإنه ينبغي الإشارة .. إلى أنه ماكان يمكن أن تطرح مكونات البرنامج الثوري قبل قيام الجماهيرية ، وإعلان سلطة الشعب .. الخصائص والعلاقات والقيم ، لا يمكن أن تتحقق في أي مجتمع آخر .. غير المجتمع الجماهيري .. إنها نواتج للأسس السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. التي يقوم عليها المجتمع الجماهيري.. إنها نبت للمجتمع الجماهيري ، بالإضافة إلى كونها استكمال لملامحه.
إن ضرورات البرنامج الثوري ، في مختلف برامجه ومشروعاته .. لا تفرض نفسها علينا بسبب الأزمة العالمية للنفط ، وآثارها المحتملة على المستقبل .. مع أنها وسيلة فعالة لدْرءِ أيّ خطر ، الأزمة قائمة أو محتملة .. لكنها تطلب في الأساس لاستكمال ملامح .. المجتمع الجماهيري الوليد وقيمه وتجذير علاقاته .
إن الجماهير الشعبية البانية للجماهيرية .. لايمكن أن تسمح لنفايات البيت المنهار ، أن تبقى داخل بيتها الجديد الواعد ، وتلك هي حتمية البرنامج الثوري وضرورته .
لكل هذا .. فإن تنفيذ البرنامج الثوري ، يصبح - الآن - ويبقى التحدى الماثل أمام جماهير المؤتمرات الشعبية ، وحركة اللجان الثورية معاً ؛ حتى لو انتهى الحصار، وحتى ولو انتهت أزمة النفط العالمية . إنه مطلوب لذاته باعتباره مهمة أصيلة من مهمات بناء المجتمع الجماهيرى ..« المجتمع النموذجى الجديد».. به تترسخ سماته وخصائصه وعلاقاته.. فضلاً عن ضرورته لتأمين الاستقلال.. وضمان التقدم .
لكل هذه المعاني كانت الأحاديث المكثفة للأخ قائد الثورة حول البرنامج الثوري.. باعتباره مهمة معلقة للجماهير الشعبية .. مؤتمراتها ولجانها .. وتحد معلق وقائم .. أمام حركة اللجان الثورية .. بها يكون مجتمع الحرية أو لايكون .
بقلم : محمد رضا طلبة
الأربعاء, 25 ذو الحجة 1378 و.ر الموافق 1 كانون 2010 مسيحي الخميس, 17 محرم 1379 و.ر الموافق 23 كانون 2010 مسيحي الـعــدد 5991


السبت، 18 ديسمبر 2010

اختبار النوايا والوعود

السياسة الخارجية لأوباما اختبار النوايا والوعود
بعد إدارة أمريكية ، لم تعترف بأن هناك حدوداً للقدرة الأمريكية ، وعلى نتائج سياسات خاطئة وغير حكيمة .. دخل الرئيس الأمريكي الأسود أوباما إلى البيت الأبيض .. تحت شعارات وأعلام التغيير .. ليجد نفسه أمام واقع معقد تصوره مراكز البحث وأجهزة التقصي .. في مشهد بائس .. من ثلاث زوايا .. على طريقة الـ3د المحببة للأمريكيين .
وجد نفسه من زاوية أولى أمام تداعيات الحريق الهائل الذي أشعلته الإدارة « السابقة في الشرق الأوسط والذي كلف دافع الضرائب الأمريكي ترليون دولار .
- العراق المشتعل بالنار .. يأخذ أمريكا وجيشها من الفراغ إلى الفراغ .
- أفغانستان وباكستان مليئتان بالأخطار .
- إيران وقد وضعت قدميها على طريق السلاح النووي .
- محولات منهكة لإقرار سلام بين العرب وإسرائيل .
- تهديد إرهابي ينطلق من الشرق الأوسط ، ليس محصورا فيه أو مقتصراً عليه .
ووجد نفسه من زاوية ثانية أمام أمريكا التي اغتصبت قرار العالم .. تعيش على الطاقة من الخارج ، وعلى التمويل من الخارج ، وعلى العمالة من الخارج ، وعلى وجود 300 ألف أمريكي معرضين للمخاطر حول العالم . ووجد نفسه من زاوية ثانية في مواجهة عالم تتغير فيه موازين القوى إلى فاعلين جدد .. يتحركون بحيوية عالية إلى الصدارة .. مع اتجاه عالمي عميق نحو إشراك الجماهير في السياسة . في وسط هذا كله .. دخل أوباما إلى المكتب البيضاوي بحلم التغيير الذي جاء به إلى هذا المكان .. رغم أنه أسود ومن أصل إفريقي ، وله جذور إسلامية !!ولقد فكرتُ .. بعد مرور عام كامل .. من احتكاك الإدارة الجديدة بكل هذه القضايا والتحديات .. وارتطامها بالأبعاد الغاطسة من ملفاتها في أدراج مكاتب الخارجية الأمريكية .. فكرتُ أن أختبر شعار التغيير في الواقع العملي .. أن أقيس المسافة بين الوعود وبين حقائق الواقع المعاش .. وذلك بهدف الكشف عن نوايا أمريكا وممكناتها .. وتحديد موقعنا وموقفنا منها .. على أساس أننا لن نحصل من السياسة الأمريكية .. لن يصيبنا منها إلا مايدخل في إطار الممكن من النوايا . في إطار هذا السعي ، وفي مرحلة جمع المعلومات ،.. وبالإضافة إلى ترجمة عربية لبرنامج أوباما الانتخابي الذي يمكن اعتباره بقدر كبير من التجاوز مؤشراً على النوايا إن صدقت !.. عثرتُ على ثلاث وثائق مهمة :تقرير بعنوان « دور أمريكا في العالم ـ خيارات السياسة الخارجية أمام الرئيس الجديد « .. ويمثل خلاصة لورشة عمل عُقدت في جامعة جورج تاون .. شارك فيها 52 من خبراء الدراسات الاستراتيجية في الولايات المتحدة الأمريكية في شهر النوار 2008 مسيحي . كتيب بعنوان « السياسة الخارجية الأمريكية « بقلم جورج فريدمان رئيس المخابرات السابق صدر في فاتح 2008 مسيحي .مداخلة بعنوان « أولويات السياسة الخارجية لأوباما لجيمس شتاينبيرج نائب وزير الخارجية الأمريكي الحالي .. نُشرت عن مركز الأمن الأمريكي الجديد . وأعتقد أن هذه الدراسات الثلاث .. تغطي موضوع السياسة الخارجية ، في مراحل مختلفة من صياغتها ، وبعد امتحانها لمدة عام على أرض الواقع .. وطبيعي أن يكون « شتاينبيرج « هو أساس ومنطلق هذه الرؤية .. وأن تكون الدراستين الأخريتين مرجعاً لاختبار مصداقيته .. كلما لزم الأمر . يمكن تصنيف التحديات والقضايا التي واجهت الإدارة الأمريكية ، في عامها الأول ، إلى ثلاثة أنواع .. القضايا المرّحلة .. وقضايا تأكيد الذات .. والقضايا المفاجئة .القضايا المرّحلة: وهي القضايا العاجلة والملحة .. التي تجدها الإدارة في انتظارها في صندوق الوارد .. وتمثل تحدي خاص .. ولاتنتظر التأجيل .. ولابد أن تكون الإدارة جاهزة للتعامل الفوري معها . قضايا تأكيد الذات .. وهي القضايا التي جاءت هذه الإدارة لتنفيذها .. والأولويات الاستراتيجية لتنفيذها .. والقيم التي تحكم التنفيذ . لقضايا المفاجئة .. وهي قضايا لم تكن على جدول الأعمال الانتخابي .. وهي في نفس الوقت غير متوقعة .. والإدارة الجديدة مضطرة إلى تناولها والتعامل معها .وقبل الدخول لمتابعة هذه القضايا .. فإن هناك عددا من الملاحظات .. أراها ضرورية لفهم السياسة الخارجية الأمريكية .. وأعتبرها مفاتيحاً ضرورية لإدراك قضاياها .
- انه لايوجد في السياسة مايسمى بالالتزام الحر فيما وعدت به الإدارة الجديدة .. وفي الواقع فإن المرشحين من حقهم أن يتخذوا مواقف عامة في الحملة الإنتخابية .. ولكنه لايجب ولايحق لهم أن يقفزوا على حقائق الواقع في التطبيق العملي .. وإن حقائق الواقع تكون أو ضح مايمكن بعد توالي المواقع وليس قبله .
إن محاولة الفهم الحقيقي للمشكلات .. بعيداً عن الأوهام ، ،استيعابها قبل التعامل معها .. هو قالب ثابت للسياسة الخارجية الأوباما .. وهي أول وأهم توجيهات أو باما لفريق عمله الخارجي .. ويؤكد « شتاينبيرج « بأن هذا الأمر « هو أ هم نقاط القوة للسياسة الخارجية الأوباما في عامه الأول «
- إنه في السنة الأولى لأي إدارة .. وبحكم معنويات الانتصار ، وإستمرار الإلتفاف الجماعيري ، والصفحة البيضاء التي لم ينقش عليها شيئاً بعد .. يكون تأثير الإدارة مرتفعاً ثم يتراجع بمرور الوقت أما القدرة والفاعلية .. فهي على العكس .. تبدأ منخفضة ، وتتصاعد بتراكم الخبرات شيئاً فشيئاً بمرور الوقت .. ويكون امتحان الإدارة ـ في هذه الحالة ـ هو قدرتها على خلق بدايات جديدة تتفق مع قدراتها على التأثير ، ثم التحول بهذه البدايات قدماً مع تطور خط الفاعلية والقدرة .. وسوف يجد القارئ أن إدارة أوباما استثمرت إنتصارها العريض في خلق بدايات قوية وموحية في جميع الاتجاهات .
- إن الطريقة التي تتفاعل بها أمريكا مع العالم تنحو إلى اتجاه جديد .. يختلف جذريا عن الإدارة السابقة .. اتجاه يقوم على استعادة القيم ، والإستناد إلى القانون . والاستماع إلى الآخر . واحترام الشراكة الأوروبية .. والتحديد الدقيق لمعنى ومفهوم المصلحة الوطنية .
على ضوء هذه المحددات ، أتقدم إلى قضايا الإدارة الأمريكية في عامها الأول .. أبدؤها بالقضايا المرّحلة .
أولاً : القضايا المرّحلة .. وتحتل أهميتها من حيث إنها كانت موضوعات لجدل صاخب أثناء الحملة الانتخابية .. ولاتزال تضد انتباه الناس ، الذين ينتظرون .. مذا تفعل الإدارة الجديدة بها .. خلافاً عمن سبقوها ؟
قضية العراق
وما لاشك فيه أن قضية العراق هي أهم القضايا المرّحلة من الإدارة السابقة .. والتي تنتظر الحسم ومن اعتقاده الثابت « بأن الوقت قد حان لانهاء المشاركة القتالية العسكرية لأمريكا في العراق ، وإقامة نوع جديد من العلاقات معها»يؤكد « شتاينبيرج « أن أوباما جاء إلى موقعه ملتزما بهذا الموقف التزاماً عميقاً ، فقد أكد أن التنفيذ الفعلي ، قد يعتمد على لحقائق أرض الواقع .
وعلى الإطار الواسع الذي حدده أوباما في حملته الانتخابية أجرى أوباما بعض التعديلات على الجدول الزمني للانسحاب ، وعلى كيفية الالتزام بإنهاء المشاركة العسكرية في العراق مع الحفاظ على التزام المجلس بانهاء الدور العسكري ، واحترام وضع اتفاق القوات الذي تم التفاوض عليه مع العراقيين .
كذلك ترى الولايات المتحدة / بعد إنهاء الوجود العسكري في العراق / ضرورة استمرار شراكة متكافئة ، واحترام متبادل بين أمريكا والعراق « وفي هذه الحدود فإنه يمكن القول إن الإدارة الجديدة قد إلتزمت بما وعدت به الشعب الأمريكي في حملتها الانتخابية .
القاعدة . وأفغانستان وباكستان
يعترف « شتاينبيرج « بأن الإدارة قامت بمراجعة المنظور الأساسي لهذه القضية على ضوء الحقائق .. وقد يتم التحرك بها .. وفقاً لما يلي :
الاحتفاظ بالأهداف الاستراتيجية الأساسية وتتمثل في « حرمان القاعدة وحلفائها من فرص التمويل ، ومن المواقع التي تُهاجم منها الولايات المتحدة «.
خلق ظروف على المدى الطويل للتأكيد من أن التهديدات لاتؤثر على أمن الولايات المتحدة .
تطوير نوع جديد من العلاقات مع الحكومة في كل من باكستان وأفغانستان .
تحريك الحوار الاستراتيجي مع باكستان إلى الأمام .. والتعامل مع التحديات الطويلة الأجل للتأكيد أن المواجهة ضد القاعدة تمثل تحقق أوسع أهداف أمريكا الاستراتيجية .
ويعتبر التعامل مع هذه الدائرة من دوائر الحركة نموذجاً للمواقف التي تم تعديلها وفقاً للحقائق الموجودة على أرض الواقع .
ثانياً :قضايا تأكيد الهوية .. وتمثل القضايا التي تعكس الأولويات الاستراتيجية الواسعة للرئيس الجديد ، وبرنامجه المميز ، وطريقته الخاصة في تنفيذ مهمته .
وعلى طريقته في الاستفادة بمنحى التأ ثير العالي للإدارة الأمريكية .. وانخفاض منحنى القدرة والفاعلية . فقد كلف أوباما فريق عمله بتحديد وترتيب أولويات جهودهم بالطريقة التي تحدث أكبر تأثير .. مع الالتزام في الوقت نفسه بتطوير برنامج متصاعد لتنفيذها
وفي هذا المجال حددت الإدارة موقفها على النحو التالي :
الالتزام بمعاهدة عدم انتشار السلاح النووي ، والعمل مع العالم في هذا الاتجاه ، واتخاذ خطوات في المدى القريب يظهر التزاماتها بتقليل ترسانتها النووية ، والعمل مع الآخرين باتجاه نزع التسلح ، وتعزيز نظم عدم انتشار ومراجعة المعاهدة لتحقيق هذا الهدف ، وبذل جهود على الساحة الدولية للحيلولة دون وصول التكنولوجيا والمواد النووية إلى من يشكلون خطراً على الأمن العالمي والالتزام المتجدد بالتعامل مع كوريا الشمالية وإيران .
ويلاحظ أن هذا الاتجاه الشامل والشجاع في تحدي عدم انتشار الأسلحة النووية ،، جاء بعيداً عن حالة الرعب الذي حكم الإدارة الأمريكية السابقة من أن يقع السلاح النووي في أيدي إرهابيين ، وهذا الرعب جر الولايات المتحدة إلى حربين كلفتها ترليون دولار وإلى سياسات خاطئة ، ومنطق مغلوط ، وحواجز بين أمريكا وحلفائها .. وبديلاً لهذه الخيارات فقد تصرف أوباما على أساس أن يقع السلاح النووي في أيدي إرهابيين هو تهديد يتساوى مع أي مخاطر أخرى .
الاتجاه إلى تطور شراكة استراتيجية تأخذ في اعتبارها آراء وجهات نظر الشركاء الرئيسيين .. وقد بدأت هذه الشراكة بزيارة نائب رئيس مؤتمر الأمن الجماعي .. ويعلن فيه أنه جاء من أجل الاستماع والتشاور مع الحلفاء ، وسماع اهتماماتهم ووجهة نظرهم .. قبل أن يعلنها أوباما بنفسه في رحلته إلى أوروبا .. بأن القيادة تعني الالتزام بالعمل معاً ، وكارثة ايجاد مسار مشترك مع الحلفاء والشركاء الرئيسيين .
وفي الواقع فإن أوباما لم ينس في اليوم الأول من فترة رئاسته .. أن يصدر قراراً : بعزمه على إغلاق جوانتا نامو وإنهاء ممارسات التعذيب « ليقدم به إشارة فورية للعالم بشأن الاتجاه المختلف الذي أتى به وإلى القيم التي تحكم العلاقات الدولية الأمريكية .
في مجال التحدي الإيراني اعتمدت الإدارة على فرصة للحوار .. يطلب فيه من إيران التعامل مع المخاوف الامريكية بإيجابية في شأن برنامجها النووي ودعمها لما تراه أمريكا منظمات إرهابية ، وترى الإدارة الأمريكية أن إيران أضاعت فرصة بناء الثقة ، وأن الخيار الدبلوماسي لا يزال معروضاً ، وأنه من الطبيعي أن توضع إيران في مواجهة خيار لقوة في حالة تجاهلها لإرادة المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي .
كذلك تعلن الإدارة الجديدة في أن تنهي المناقشات مع روسيا بالتزام كلاً البلدين بتقليص الأسلحة النووية .
- تضاف إلى ذلك اعتراف بأن التغيير المناخي والتحديات البيئية تمثل أكبر تحد في عصرنا .. وأن الولايات المتحدة سوف تلعب دوراً ريادياً في مجال تخفيض انبعاث الغازات الحرارية وبعكس مواقف الإدارة السابقة .
ثالثا: القضايا المفاجئة .. وتتمثل في القضايا التي لم تكن متوقعة .. ولكنها كانت بانتظار الإدارة الجديدة .. ويعرّف السياسيون هذه القضايا بأنها القضايا الأصعب في الإعداد ولكنها اختبار دقيق للقدرات .
والأزمة الاقتصادية .. ومع أن الأزمة الاقتصادية كانت تتكشف شيئاً فشيئاً خلال الحملة الانتخابية .. لكن حجم التحدي الذي وجدته الإدارة كان مفاجأة كاملة .
بعد تسلم أوباما للإدارة الجديدة وجد نفسه فجأة أمام مخاطر الانهيار الاقتصادي الحقيقي واكتشف أهمية سرعة الحركة ، والقدرة على تعديل السياسة لتلبي حاجات الآخرين ، وكيفية إبتداع المحفزات والميثرات الاقتصادية ، والقدرة على التنسيق مع الشركاء الدوليين مما أظهر آثار هذه السياسات الإيجابية في إجراءات تتحدى الأزمة .
من كوريا الشمالية .. جاءت المفاجأة الثانية .. والسبب في ذلك أن الإدارة السابقة قد وصلت لاتفاق مع كوريا الشمالية .. بدء المحادثات السداسية .. وعمل اتفاقية إزالة نووية طويلة الأجل وقد أعلنت الإدارة الجديدة عن استعدادها للاستمرار في نفس المسار .
فاجأت كوريا الشمالية الإدارة الجديدة باختبار صواريخ بالستية ثم باختبار نووي .. ردت عليها الإدارة الأمريكية بالتوجه إلى المجتمع الدولي وبقرار من مجلس الأمن وبهذا أعلنت عن أسلوب جديد في العمل هو الوصول إلى أهدافها عن طريق الشرعية الدولية .. في الوقت الذي أبقت فيه الباب مفتوحاً للمفاوضات ..
وإذا أضفنا إلى ذلك أن السلوك العام للإدارة الجديدة قد يكشف عن الاعتراف بقوى جديدة ناهضة تلعب دوراً لتغيير دور المؤسسات العالمية في اتجاه أفضل ، وبفهم عريق للدور العالمي المتزايد للهند والصين والبرازيل وتركيا ، وبالتسليم بضرورة إيجاد استراتيجيات جديدة لتطوير التعاون العالمي إلى مستوى تحديات القرن الواحد والعشرين .. والأهم من هذا كله هو التسليم بحقيقة أن دولة واحدة لا تستطيع أن تفرض إرادتها على هذا العالم.
أما بالنسبة لتحدي السلام بين العرب وإسرائيل فإنه لم تدخل في تصنيف شتاين بيرج لا هي في القضايا المحالة ولها في طلب القضايا الاستراتيجة وعندما سئل عنها أجاب بما يفيد بأن دروس الإدارة المستفادة غير دروسنا وأن تصورهم لدورهم غير تصورنا لهذا الدور وأن أهدافهم من التعامل لتحقيق هذه الأهداف ملئ بالمخاطر وفيما يبدو أن على العرب أن ينتظروا دورة ثانية للإدارة الأمريكية قد يكون لهم فيها حظاً أوفر.
محمد رضا طلبة
السبت, 12 محرم 1379 و.ر الموافق 18 كانون 2010 مسيحي الخميس, 10 محرم 1379 و.ر
الموافق 16 كانون 2010 مسيحي
الـعــدد 5986


الاثنين، 13 ديسمبر 2010

الاعلام العربى رحلة البحث عن الابن الضال ..... الجزء 2

فى بلاط أصحاب الجلالـة!!


ث فى هوية الإعلام العربى يبدأ بتشخيص علاقته بمكونات الفضاء الإعلامى .. الذى يُحَد بأربعة أضلاع .."الإعلام العالمى".. و"النظام العربى" ..و"الجماهير العربية "..و"الرُّؤية الموجِّهة لنشاطه" . بَدأْتُ رحلة البحث بإطلالةٍ على المشهد الإعلامى العالمى ..
البحث فى هوية الإعلام العربى يبدأ بتشخيص علاقته بمكونات الفضاء الإعلامى .. الذى يُحَد بأربعة أضلاع .."الإعلام العالمى".. و"النظام العربى" ..و"الجماهير العربية "..و"الرُّؤية الموجِّهة لنشاطه" . بَدأْتُ رحلة البحث بإطلالةٍ على المشهد الإعلامى العالمى .. لنكْشِف أن الالتقاء بين زمن القطب الواحد ، و طفرة الاتصال والمعلومات .. قد حوَّلت إعلامَنا العربى البالغ الضعف والهشاشة ..إلى أسير خلف القضبان فى سجون "الأمبراطورية الإعلامية " التى شيَّدَتْها " الاحتكارات العالمية الكبرى" .. ليجِدَ نفسه محاصرا بمخاطر التّبعية ومحاولات التّدويل.. وجها لوجه.. فى مواجهة تحدّيات أربع ، تتمثل فى الاختراق الثقافى الوافد ، والضغط باتجاه العولمة السياسية ، وتحدّى الهجمة الشرسة على العرب والمسلمين ' وتحدّى احتكار صناعة المعلومات وأدوات الاتصال . وفى مقابل هذه التحديات جاءَتْنا طفرة المعلومات والاتصال ، بثلاث إمكانات متاحة ..إمكانية الاستفادة من ناتج التطور التقاني فى تطوير آدائنا الإعلامى ، وإمكانية تخطى الفجوة التقانية باستثمار عربى مشترك ، وإمكانية الوجود الفعّال فى ساحة الفضاء الإعلامى المفتوحومن المشهد الإعلامى العالمى انتقل إلى الوطن العربى .. إلى بلاط " صاحب الجلآلة " النظام العربى الحاكم .. بحثا عن الابن الضال .
***
فى بلاط "صاحب الجلالة" النظام العربى .
هناك تشبيه سائد للصحافة بأنها " صاحبة جلالة " .. بمعنى أنها ملكة محصنة لها عرش وتاج وبلاط !! وذلك كِنَاية ، من الزمن القديم ، عن ارتفاع الهامة ، وعُلُوِّ المقام ،والمنعة ، وعمق التأثير ..!! وحين فَتَّشتُ عن هذه المعانى فى واقع الإعلام الحكومى المرتبط بالنظام العربى . .. لم أعثر على شىء من هذا.. فلا مَقام ولامنعة َولاتأثير .. ولاعرش ولاتاج ولاصولجان .. لقد وجدْتُ هذا الإعلام الحكومى ..مجرّد خادم تابع فى بلاط صاحب الجلالة ..النظام العربى الحاكم !!
ولا أقصد "بصاحب الجلآلة" هنا الأنظمة الملكية التى مازالت متمرسة فى بعض أقطار الوطن العربي..وإنما أقصد كل الأنظمة المتمترسة !!.. فمادام الجميع متمترسون ، وما دمنا لم نسمع بعد بان نظاماعربيا قد نجح فى تحقيق تداول السلطة ، أو فى تغيير الرئيس ولو لمرة واحدة .. فسوف يبقى النظام العربى من حيث الجوهرنظاما ملكيا وأبديا .. وسوف يبقى الإعلام الحكومى جزءا لايتجزأ من بلاطه الملكى .. حارسا له وخادما أمينا لمتطلباته .
من هذا الموقع فى بلاط صاحب الجلالة .. يواجهنا" الإعلام الحكومي " بحركته وآدائه العشوائى .. تائها بين أهـــــداف نظــم الحـــــكم وتطلعات الشعوب . . بلآرؤية كاشفة للأفق ،ولاسياسة ثابتة .. اللهم إلآ التشدق بالحرية قولا ، وقمعها فى الممارسة ..! وإعلان الأهداف الكبرى معزولة عن إمكانات ووسائل تطبيقها ..!
من هذا الموقع .. يظهر الإعلام العربى الحكومى متحالفا مع أمن الأنظمة ، معتمدا / فى غالبه / على الدعم الحكومى الشحيح , ويطل على الناس فى " صحافة " موغلة فى إظهار الولاء للسلطة على حساب قضايا التنمية والعدل الاجتماعى .. وفى " إذاعات " تبُثُّ ولاتُسْمَع .. و" وكالات" تُرسِل ولاُتَستَقبِل
يستند الإعلام الحكومى العربى على بنية تحتية بالغة الضعف , وعلى صناعات إعلامية مهددة بالضمور والإنقراض .. لامكان فيها لمؤسسات متطورة للبحوث الإعلامية ، أو لإمكانات التطوير .
تتحدد المهمة الجوهرية للإعلام الحكومى فى التّعبير عن الحكومة ، و التّبرير لسياساتها ومواقفها ، و الدّعاية لها ، والدّفاع عنها وضمان استمراريتها .. وتتولى البيروقراطية صاحبة اليد العليا ..مهمات إدارته وتسييره ، وتَتَكَفَّل ، بفيضها العظيم ، بإغلاق كل منافذ وفرص التألق والإبداع بإحكام !!
فى بلاط أصحاب الجلالة يظهر الإعلام مجرد خادم مطيع .. لايتوقف عن تزييف وعي الجماهير.. أمّا الإعلام المعبر عن جماهير الأمة فلا مكان له ولا أثر .
فى قبضة رجال الأعمال والمعلنين
الى جانب " الإعلام الحكومي "، أو فى مواجهته ، يظهر "ا لاعلام التجارى ".. وهو الإعلام المملوك لرجال الأعمال والمعبر عن مصالح القلة المالكة للصناعة والتجارة والأرض والتقانة فى المجتمع .
"الإعلام التجارى" هو النّمط السّائد للإعلام فى المجتمعات الرأسمالية .. وبدأ ينمو فى السنوات الأخيرة جنبا إلى جنب مع الإعلام الحكومي .. ..فى المجتمعات النامية .. ويظهر فى صحف وإذاعات ومرئيات مملوكة للخواص .. وسوف يلحظ المتابعون لوسائل الإعلام التجارى فى واقعنا العربى ، إن خلف كل وسيلة منها رجل أعمال أو تجمع لرجال الأعمال ، وأن توفرشرطى "الحرفية " و"الانتشار الجماهيرى " أمر ضرورى فيمن يستأجرون من الإعلاميين لقيادة هذه الوسائط .
والواقع أن كبار رجال الأعمال يُدْركون أن " الحراسات الخاصة التى يقيمونها حول أنفسهم " و "التحالفات الكبرى مع رموز الحكم ، ورؤساء المصارف ، و لجان المناقصات والعقود .. كلها غير كافية لتأمين مصالحهم ..لذلك يطلبون ملكية الصحف والإذاعات الخاصة طلبا للربح من جهه ، ولكى يلوذوا بها عندما تشتد المنافسة عـــــــلى الصفقات ، أوعندما تقــــوم الحاجة إلى معطرات الجو لإزالـــــة الّروائح الكريهة للصــــــفقات المشبوهة .!!
يدرك رجال الأعمال الأهمية التى تمثلها لهم ملكية صحيفة أوقناة فضائية .. حيث تتحول إلى أداة لحمايتهم من كيد المنافسين ، وإلى وسيلة للترويج لأعمالهم ، وأداة لدعم مكانتهم السياسية والاجتماعية ،و الضغط على الحكومة لتحقيق مطالبهم إذا لزم الأمر. بهذا المعنى يكون الإعلام التجارى تعبيرا عن مصالح الرأسماليين . ورفيقا مخلصا لهم على طريق اغتصاب السلطة والقرار، والتهميش المتزايد للجماهير الشعبية .
و لأنّ الإعلام التجارى يعتمد فى تمويله على دخل الإعلانات .. ولأن الإعلانات تتوجه إلى حيث يوجد القراءوالمشاهدون .. لهذا فإن المهمة الإعلامية لهذا النمط من الإعلام هي جذب القارئ أو المشاهد الى الوسيلة الإعلامية ، كونه شرطا لازما للحصول على الإعلانات .
من خلال هذا الإطارلايمكن للإعلام التجارى أن يُؤتَمن على قيمة حضارية ، أو على موقف إيجابى فى حياة الناس .. ويمكن القول أن هذا الإعلام قد نجح للأسف الشديد فى تسويق الفن الهابط ، وإفساد أذواق المشاهدين والقراء والمستمعين ، وتسطيح مفهوم الديمقراطية والتوقف به عند حدود التنفيس عن البخار من قُدُورحياتنا الكاتمة.. فى معارك كلامية وهمية ، فى بـــرامج حوارية " التوك شو ".. تستدرج اليها رموز الأدب والفن والسياسة والثقافة .. وتستخدمهم لجذب الجماهير الى مصيدة الإعلان .
الفضائيات العـــربية ..من الرمضاء الى النار
أثناء حرب العراق فتحت الفضائيات العربية منافذ مباشرة للاتصال مع الجماهير ، وتفاعلت / لفترة من الزمن/ مع مأساة شعبى فلسطين والعراق .. ومع ذلك فإن " آليات الكبح " حالت دون إطلاق هذا التفاعل إلى حدوده القصوى .
إن الفضائيات التى بدت فى ظروف غزو العراق ، وكأنها عودة حميدة بالإعلام العربى إلى أحضان أمته ..لم تنج هي الأخرى من السقوط فى فخاخ التدويل والتبعية .
فى حرب الخليج الثانية كان الخلاف واضـــــحا بين المصالح الاوربية والمصالح الأمريكية ، ووجـــدت الفضائيات العربية / الحديثة النشأة / فى هذا الخلاف
فرصـــة لتأكيـد الــذات و الحصول علـى اعـتراف الغرب بها .أما بعد إنتهاء الحرب فقد تحول نشاطها الإعلامى إلى جزء لايتجزأ من المخطط الإعلامى الأمريكى في المنطقة العربية .
إن الإعلام الفضائي العربي حول جماهير الأمة من الرّمْضاء إ لى النار..!! سرق نسبة عالية من مشاهدي مرئيات التبرير الفج لسياسات الأنظمة الحاكمة ، وحولها إلى فريسة سهلة لفضاء إعلامى أكثر رشاقة ، وأسهل هضما .. ! لكنه تجسيد واضح وصريح للاغتراب حتى النهاية .
ويكفى هنا أن نذكر أن المحتوى الإعلامى للعدد الأكبر من الفضائيات .يتركز حول تلويث الثقافة ، ونشر القيم المتدنية ، والترويج لثقافات الإستهلاك ، وتدمير الخصوصيات الثقافية العربية والإسلامية ، وتفكيك جهاز القيم لدى الشباب ، وتأمين الإستسلام النفسى الكامل للبرامج المستنسخة والمدبلجة ، والمسلسلات المسيلة للدموع عن أنماط من الحياة ليست حياتنا ، وأبطال ليسوا منا ،وقضايا تبدأ من غرف النوم وتدورحولها وتنتهى إليها .!!
ويصدق تقييم الدكتور/ زيادعلي للفضائيات العربية حين يؤكد أنها تُموّل عن بعد ، وتتنافس على سوق إعلانى محدود .. وأنها تُقدم للعدو أكثر مما تقدم للأمة من خدمات .!!
إن الإعلام الفضائى ليس إلا دليل آخر واضح على أزمة الهوية ، وعلى استمرار غياب المشـــــروع ، وعلى انعدام المبادرة .
***
والخلاصــة .. أن الإعلام العربى بما يأتيه من الخارج مجرد أسير فى سجون الإمبراطورية الإعلامية العالمية .. و بما يأتيه من داخل حدوده العربية .. مجرد خادم فى بلآط أصحاب الجلالة من السلط الحاكمة .. أوصيد سهل للمعلنين وملاك الصحف والإذاعات والقنوات .. ويبقى فى كل الأحوال ..غريبا عن أمته .. بعيدا عن أحضانها الدافئة .
***
هوية الإعلام .. هويـــــة الأمة ،
ونصل الآن إلى اجابة عن السؤال هل للاعلام العربي هوية ؟ والاجابة كما هي واضحة أن ليس للاعلام في وطننا العربى هوية .. إعلامنا تائه شريد في دهاليز الامبريالية العالمية وفي سراديب بلاط أصحاب الجلالة العرب .. وفي قبضة أصحاب الاعمال والمعلنين .
وحين تضيع هوية الاعلام ، ينفتح الباب واسعاً للاختراق السياسي الذى يهدد هوية الامة .. ذلك أن الاعلام بالنسبة لاي أمة يمثل "مصدات الرياح".. بغيرها يصبح الطريق مفتوحاً إلى هوية الأمة .. حيث يسهل اكتساحها واجتثاث جذورها .
إن تدمير هوية أي أمة يبدأ بالحركة في اتجاهين .. تحضير الوجدان الجماهيري لثقافة الاستسلام للواقع من ناحية .. وإبراز ثقافة تجذب إلى الماضي ولا تشد إلى المستقبل من جهة أخرى. وذلك في عملية مستمره تستخــدم جـميــع الوسـائـل و الوسائـط المرئيـة و المسموعة في اتجاه نشر هذه الثقافة.
تستند هذه العملية في أساسها على مخاطبة حية للوجدان والغريزة .. تؤدي إلى تعطيل عمل العقل ،و تشويش القيم ،وتعويق الخيال ،وتغليب الشكوك ،وتدمير الذوق .
داخل هذه العملية يتــم اغتصــاب قناعــاتنــا بالانتماء إلى الارض والوطن و التاريخ المشترك ليحل محل هذه القناعات مظاهر الاستسلام للهيمنة الإعلامية ، وضعف الارادة الوطنية ،و تفكك الوحدة الوطنية ، و تسيد الثقافة الغازية .
***
في نهاية رحلة البحث عن الابن الضال تواجهنا ثلاث إشكاليات حقيقية .. التبعية ، والولاء والتضليل :ـ
* التبعية .. وتعنى التعبير عن إرادة ورغبات الخارج ، أو الحكومة ، أو المعلن ..وتشير هذه الإشكالية أن اعلامها لم يكن أبداً لكل الناس .
* الولاء .. وتعنى تبرير سياسات ومواقف من يملكه الخارج ، أو الحكومة ، أو المعلن .. وتشير هذه الإشكالية أن الإعلام العربى أداة للتغيير .. وإنه إن تتطرق إلى ميدان النقد فإن ذلك يتم بحساب دقيق بحيث لاتتجاوز آثاره " تنفيس البخار المكتوم ".
* التضليل ،، بمعنى التستر على المقاصد الحقيقة للمواقف والتصرفات . أوتبديلها بمقاصد أخرى .. وتكون في العادة تعبيراً عن التبعية أو تجسيداً للولاء
أزمة الإعلام العربي
ومن هذه الإشكاليات ندرك أن الاعلام العربي يواجه بغير شك أزمة مركبة ثقافية وسياسية و تنظيمية .
* تتجسد"ثقافيـــا"فــي شراســة الاخــتراق الثــقافي و العجز الكامل في مواجهته ... إن لم يكن التسليم الكامل له .
* وتتجسد "اقتصادياً" في اعتماده على التمويل الحكومي الذي يكتفي بحاجات التيسير دون التطوير
* و يتجســد "تنظيمياً "في إدارة بيروقراطية تفتقد المرونة و القدرة على مواجهة الظروف المتغيرة .
***
ومما لاشك فيه أن عودة الابن الضال إلى أحضان أمه وانتزاعه من التيه الذي يعيش فيه ، أن تتحرك إرادة الأمة في الاتجاهات التالية :
* أن نعترف / ابتداءً / بفشله في تحقيق غــايـــاتـــه.. لا فــي الإخبــار ولا فــي التثقيف و الترفيه.
* أن نتبنى مشروعاً قومياً للنهوض به ، يتأسس على رسالة إعلامية مشتركة .. و ميثاق شرف لا نتخطاه .
* أن نقوم بتنفيذ مشروعات مشتركة للصناعات المعلوماتية التي لا تستطيع دولة واحدة أن تنهض بها .
* أن نعمـل علــى تكثــيف دور الاعلام في مجالات التــعليم ، والصحــة والتبادل التجاري .
* أن نُجرمِّ المشاركة في إشعال الحرائق العربية ، وتضخيم الخلآفات بين أقطارها .
* أن نقوم بتنفيذ برنامج ثقافي عربي مشترك في مواجهة الاختراق الثقافي الذي تتعرض له الأمة .
ويبقى الحل الجذري لمشكلة الاعلام هو أن يكون ملكاً للجماهير.. في هذه الحاله فقط يستطيع الاعلام أن يقاوم التبعية للخارج ..وأن يتخلص من سيطرة الحكومة ..ومن عبودية الإعلان .عندها فقط يستطيع أن يكون معبراً عن آماله وطموحاته ومشاركاً في صنع مستقبله .. ساعتها يكون الاعلام رفيقا دائما لصاحب العرش والجلالة على الارض من جماهير الشعب.. التي استخلفها الله سبحانه وتعالى .. على أمانة تحقيق الحرية .. والانتصار للفطرة التى فطر الناس عليها .
محمد رضــــا طلبة

نشر فى الزحف الاخضر
الإثنين,
7 محرم 1379 و.ر الموافق 13 كانون 2010 مسيحي الـعــدد 5984

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

الاعلام العربى ..... ورحلة البحث عن الابن الضال

في رحلة البحث عن الإعلام العربي .. تواجهنا أسئلة صعبة ، تبحث عن إجابات تضيء وتهدي .. هل حقا للإعلام فى وطننا العربي هوية ؟ .. وهل يمكننا - إن وجدت - أن نكشف عنها بصورة موضوعية ؟ وما علاقة ذلك بالمشهد الإعلامي العالمي الذي يشده بعيدا بعيدا عن هموم أمته ؟ وكيف نعيده إلى أحضانها ؟ ليلعب دوره فى إعادة صياغة حياتها من جديد على قيم الحق والعدل والحرية ؟ .
هنالك بالطبع رؤى متباينة حول مسألة الإعلام في الوطن العربي .. حيث يراه البعض فى مخاض عسير.. يمكن أنيؤدي إلى ميلاد جديد لإعلام يتبنى قضايا الأمة ويحصنها من المخاطر .. في حين بعضهم الآخر يرى أن المخاض قد يطول ، وأن الميلاد الحقيقي ، قد يحتاج جهودا بحجم المعجزات !
وأيا ما كان الحال .. فإن رحلة البحث عن الإعلام تبدأ بالسؤال .. هل للإعلام العربي هويةالمعاش ؟ وهل نستطيع أن نكشف عنها ؟ .. وقبل المخاطرة بأي إجابة عن السؤال يتعين علينا أن نؤكد على عدد من البديهيات ؟!..
أولها : أن وجود الصحف والصحفيين والإذاعات والمحطات الفضائية .. لايعني وجود إعلام عربي واضح الهوية .. لأن الإعلام لايكون عربيا إلا إذاتوفرت شروط تحققه .. أن يتأسس على رؤية عربية ، وأن يولد من قلب المعاناة العربية ، وأن يعبر عن الذات والمصالح العربية .. بغير ذلك لايستحق اسمه !
وثانيها : أن الإعلام كغيره من الأنشطة الاجتماعية والإنسانية لايعيش فى الفراغ , ولكنه يتبادل التأثير مع الواقع المعاش ، ومع البيئة العالمية والإقليمية المحيطة .. ويكتسب خصائصه المميزة من الطريقة التي يتفاعل بها مع محيطه .
* وثالثها أن الإعلام العربي ـ لذلك ـ يتأثر بالمشهد الإعلامي العالمي بكل مايحيط به من تحولات .. كما يتأثر بالنظام العربي الذي يعمل من خلاله .. كما يتأثر بالضرورة بظروف وهموم وتطلعات الجماهير التي يتوجه إليها .. وقبل ذلك كله بطبيعة الرسالة التي يحملها والغاية الموجهة لحركته فى المجتمع .
إن البحث فى هوية الإعلام العربي يبدأ بتشخيص علاقته بمكونات الفضاء الإعلامي .. تلك المساحة التي تحد بأربعة أضلاع ..الإعلام العالمي .. والنظام العربي ..والجماهير العربية ..والغاية الموجهة لنشاطه . وتبدأ الرحلة بإطلالة على المشهد الإعلامي العالمي .
خلف قضبان الأسر الإمبراطوري
يتاثر الإعلام العربي بالمشهد الإعلامي العالمي بكل ما يحيط من تحولات ، وإذا كانت المتغيرات العالمية فـي الـربع قـرن الماضي قد أحــدثت تأثيرات عميـقة على حياة العالم في كل مجال وعلى كل صعيد .. فإن تأثيراتها على المشهد الإعـــلامي العـالمي كانت أكثر عمقا .. ويمكننا أن نرصد هذه الآثارالبالغة الخطورة في أربعة اتجاهات أدى انهيار القطبية الثنائية .. إلى انفلات شهوة القطب الواحد في الهيمنة على العالم ..وإلحاحه على عولمة الإعلام .. إخبارا وتثقيفا وترفيها .. باعتبارأن عولمة الإعلام مقدمة لعولمة الثقافة .. وأن عولمة الثقافة هي التي ترسخ لعولمة الاقتصاد والسياسة .
كما أدى التطور غير المسبوق في تقنية الاتصال والمعلومات إلى تغييرات جذرية فى طبيعة العمل الثقافي ، وفي أسلوب نشر الثقافة ، وفي محتوى وشكل الرسالة الإعلامية ، وفي أسلوب الإنتاج الثقافي والإعلامي على النطاق العالمي .
في سياق هذة الطفرة المعلوماتية .. تحولت الثقافة إلى صناعة أصبحت خلال عشر سنوات أهم صناعات العصر.. بل وأهم خصائص العصر .. وتحول المنتج الثقافي إلى " سلعة " جاهزة للانتقال عبر قنوات اتصال جديدة تتخطى حواجز الزمان والمكان !!
و في سياقها.. ظهر البريد الإلكتروني ، والبث الفضائي ، والمرئيات المحورية ، والطباعة عن بعد ..ثم تجمعت كلها فى شبكة عالمية هائلة " الإنترنت "..وأصبحت جاهزة لنقل السلعة الثقافية ..مرئية ومكتوبة ومسموعة .. في التو واللحظة .. إلى كل أركان المعمورة .
في سياق ومجرى هذه الطفرة الهائلة .. تغير شكل ومحتوى الرسالة الإعلامية .. لم تعد تلك الرسالة تعتمد على الفكرة وحدها ..ولاعلى الكلمة وحدها .. ولكنها أصبحت تتوجه إلى الغرائز وإلى الوجدان ، وعن طريق الأصوات ، والحركات ، والإيحاءات ، والألحان ، والألوان ، والظلال .. مغلفة جميعا بعنصر الإبهار !
وفي مجرى هذه الطفرة الهائلة ..تنـــــــامى الاحتكار في مجال الإعلام والثقافة ، وانتقل من احتكار الأخبار والمعلومات والصور بين خمس وكالات عالمية .. إلى اندماجات عالمية إعلامية كبرى .. بين احتكارات صناعات الإرسال والبث ، وبين شـــركات التوزيع الإعــلامي والثقـــافي والفـــــني على مستوى الكوكب
هكذا وبفعل الالتقاء بين شهوة الهيمنة للقطب العالمي الوحيد ، وبين إمكانات ثورة الاتصال وتقنية المعلومات .. استطاعت القوى المهيمنة أن تطبق على المراكز والأعصاب الحســـــاسة للإعلام في العالم .
حيث امتلكت البنية الأساسية للاتصال المتمثلة في صناعة الأقمار والحواسيب ، والمنظومات ، وأجهزة الإرسال والاستقبال والشبكات .
وحيث تمكنت من السيطرة على مصادر المعلومات ، وقنوات توزيعها ، باحتكار شركات الإنتاج الإعلامي والثقافي والفني ووكالات الأنباء .
وحيث إحتكرت الأوعية الحاملة لمحتوى الرسالة الإعلامية ..من موسيقى وأغـانٍ وأخـــبــار وأشرطة مرئية .
وبهذا ظهر إلى الوجود ما يمكن تسميته
بأمان كامل " الإمبريالية العالمية " .
في هذه الإمبريالية الجديدة ..تتحول الأقمار إلى مواقع لنشر القوات .. والهوائيات إلى ترسانات للأسلحة .. والفضائيات إلى منصات إطلاق .. تطلق على مدار الساعة ..رسالة إعلامية تخضع لسيطرة الإعلان . . تسوق شهوة الاستهلاك ، وتمجد غايات الترفيه ، وتفجر نزعات العنف ، وتبرراستغلال الشعوب ، وتنشر مظاهر التغريب ، وتعلي مصالح القوى المهيمنة ، وتبشر بقوالب الفن الغربي ، وتشرع للتدخل فى شؤون الدول ..اقتصادياتها ومعتقداتها .. رسالة تمهد الوجدان للتماهي بصورة تامة في ثقافة الغرب
ولعل أخطر ما في هذا المحتوى الوافد الجديد ..هو أنه محتوى سائل ومتحرك .. قابل للانتقال بين مختلف الوسائط في لحظة واحدة .. إنه لايحمل في طياته ضغطا من أي نوع .. ويتجه مباشرة إلى وجدان ووعي المتلقي .. ويعمل بطريقة لاإرادية عبر آليات الإبهار على تنميط خيال المتلقي .. ثم إعـــادة صيــاغته وجــدانيا ونفسيا وعقليا .
وإذا كانت معطيات المشهد الإعلامي العالمي ,وإمبرياليتة العالمية تضغط بتأثيراتها السلبية على الأداء الإعلامي في كل أنحاء المعمورة كحصة موزعة على كل الشعوب والأمم وتحديا مفروضا عليها جميعا .. إلا أنه بالنسبة لنا نحن العرب ..هنالك حصة أخرى.. خاصة وإضافية .. تأتينا سافرة عارية .. واضحة دون غطاء .. هي العداء المكشوف للعرب والمسلمين ، ويتجسد هذا العداء في برامج عملية معلنة تستهدف دفع الإعلام العربي لأن يكون جزءاً من خطة الإعلام الأمريكية .. برامج يتم تنفيذها على خمسة مستويات : " استراتيجي " بخلق جيل تابع من الصحفيين ، و" اقتصادي" بتوطين الثقافة الأمريكية على الاستثمارات ، و"سياسي"بالدعاية للمواقف الأمريكية ، و"ثقافي " بالترويج لنمط الحياة الأمريكية ، و" مهني "باستدراج المهنة الصحفية إلى الثقافة الأمريكية .
وأستحضر هنا عينة من البرامج العملية الموثقة التي تؤكد الإصرار على تبعية الإعلام العربي و على تدويله ، و إدارته ، و التأثير على مستقبله من الخارج ولصالحه " .
هنالك برنامج الدبلوماسية الشعبية .. ويتمثل في حملة تستهدف الوصول إلى الجماهيرالعربية والإسلامية ، بهدف تحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية ، و دفع الجماهير لتبني مواقفها و تقبل ثقافتها ، عن طريق الصحافة و الإعلام ، و العمل على تحويل الإعلام العربي إلى جزء من فضاء الإعلام الأمريكي .
وهنالك الوسائط الإعلامية الأمريكية التي تأسست بغرض تسطيح وعــي الجماهير العربيـــة و الإسلاميــة .. و تتمثل في قناة الحرة ، و إذاعـــة سوا ، و مجلة هاي .
وهنالك الجهود التي تبذلها " الوكالة الأمريكية للتنمية " في تأسيس المطابع و تنفيذ البرامج التدريبية للصحفيين ، بهدف حماية المصالــح الأمريكــية في الداخل و الخارج .. ومما يذكر أن هذه الوكالة تعمل على النطاق العالمي ، وأنها أنفقت في السنوات القليلة الماضية 270 مليون دولار، و أنها تقـوم بتدريــب مراسلين و محررين و مذيـعـين فـي كل من نيـجـيريا وغـينيا وسـاحـل الـعـاج و عشرات من الدول الأخرى ، وأنها لا تتوقف عن إعلان أهدافها في إقامة " إعلام حر و مستقل يكون شريكاً في تنفيذ الخطة الأمريكـــية في الشــرق الأوسط .!!"
وهنالك الجهود المباشرة التي تقوم بها وزارة الخارجية الأمريكية و " الوكالة الدولية للتنمية".. بتنفيذ برنامج دعم وسائل الإعلام تحت شعارات " الاستقلالية " و"عدم التدخل في شؤون المهنة " و "حماية الصحفي."!! هذا بالإضافة إلى الـدعـم المالـي لـشراء الأجـهزة و المستلزمات الإعلامية فيما يسمى" بمبادرات الانتقال"
ومع ملاحظة أن معطيات طفرة الاتصال والمعلومات لم تصل بعد إلى نهاياتها .. إلا أنها تضع إعلامنا العربي البالغ الضعف ..أسيرا خلف القضبان ..في سجون الإمبراطورية الإعلامية التي شيدتها الاحتكارات العالمية الكبرى لمقدرات العمل الإعلامي .. يجد نفسه محاصرا بمخاطر التبعية ومحاولات التدويل.. وجها لوجه.. في مواجهة تحديات ثلاثة : ـ
تحدي الاختراق الثقافي الوافد ، والضغط باتجاه العولمة السياسية
تحدي الهجمة الشرسة على العرب والمسلمين .
تحدى احتكار صناعة المعلومات وأدوات الاتصال .
وفي مقابل هذه التحديات الثلاثة تحمل لنا طفرة المعلومات والاتصال ثلاثة إمكانات متاحة .
إمكانية الاستفادة من ناتج التطور التقني في تطوير أدائنا الإعلامي .
وإمكانية تخطي الفجوة التقنية باستثمار عربي مشترك .
وإمكانية الوجود الفعال في ساحة الفضاء الإعلامي المفتوح .
تلك هي أبعاد علاقة إعلامنا العربي بالمشهد الإعلامي العالمي ..عند أول محطات الرحلة المضنية عن الإعلام العربي التائه ..نغادرها إلى الوطن العربي .. إلى بلاط أصحاب الجلالة ..بحثا عن الابن الضال .

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ Dr.Mohamed.Reda 2015 ©